٣١.٣.١٢

عظيمة يا مصر يا آرت اللوا

في إحدى الرحلات الاستكشافية الهامة لأتيليه القاهرة، والتي تتكلل زيارات قليلة منها بمنتوج فني مبهر، قابلتني منطقة أرض اللواء من شباك مطبخ حمدي رضا في أواخر 2007.




كنت وقتها مراسلًا ثقافيًا لصحف خليجية، وجعلت أسأل الفنان، الذي أراه للمرة الأولى، تساؤلات أثارتني شخصيًا، وهي المعلومات التي لن يُنشر أغلبها، فخرج لقاءً غنيًا على المستوى الشخصي أكثر منه المهني.




جماليات مشاهد شباك مطبخ حمدي، بالإضافة لجماليات تصويره، سحرت لُبّي تمامًا، لدرجة أني كررت إطلالتي من شباكه مرات عدة أثناء مدة المهرجان، وباتت أرض اللوا، بالنسبة لي، هي منطقة عشوائية مدخلها شباك مطبخ بناية، هي بالتأكيد مشابهة إلى حد كبير البنايات الأخرى التي شاهدتها عبر الصور.




صورة واحدة أتذكرها حتى اللحظة بكامل تفاصيلها، لامرأة بقميص نوم تواجه العدسة بظهرها في غرفة معيشتها في بناية مقابلة، تقف في غرفة مضاءة بجانب تلفاز مُدار على قناة ميلودي، التي شكلت ثورة في موسيقى الڤيديو كليب في هذه الفترة من العقد المنصرم. خارج الكادر الرئيسي للصورة كانت عتمة ليل أرض اللوا تزحف ببطئ ولكنها لا تُعكّر صفو الغرفة المليئة حتمًا بأصداء الموسيقى.




كان حجم الصورة الكبير نسبيًا لبقيّة الصور يؤكد أنها لقطة اليوم، مما يجعل بطلتها غير معروفة الوجه ملكة المعرض بامتياز. لم أجد بُدًا يومها، ولا كل الأيام التي سوف أزور فيها المعرض مستقبلًا، من التدقيق في مشاهدة هذه الصورة، ولا حتى تلصص النظر إليها أثناء عرض المقطع المرئي الذي يحكي حكاية يوم كامل في أرض اللوا بتقنية توقف الحركة (Stop Motion).




مرّت سنون عدة تعرّفت فيها عن قرب على دهاليز المشروع الرائع الذي أطلقه حمدي في عقر داره، آرت اللوا، إلى جانب توطيد علاقة الصداقة مع حمدي رضا الذي وجدته فنانًا وإنسانًا.




اليوم أطل على أرض اللوا من شباكي الخاص، أطلّ عليها عرضيًا وأفقيًا، أتأمل حوليات الزمكان باستمتاع لا يمكن الإفلات من بوهيميته، كمقيم لمدة عشرة أسابيع في "مشروع التعاون العربي" – إقامة "عصف ذهني" لإنتاج مشروعٍ ما، حتمًا سنبوح عن تفاصيله على هذه المدوّنة حالما ندريها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق